ارتفاع حالات التوتر والاكتئاب في المغرب

Nacher
المؤلف Nacher
تاريخ النشر
آخر تحديث

 تشهد المنظومة الصحية في المغرب خلال السنوات الأخيرة مؤشرات مقلقة تتعلق بارتفاع نسبة المصابين باضطرابات نفسية، أبرزها القلق والتوتر والاكتئاب، في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية متغيرة ساهمت في تأزيم الوضع النفسي لشرائح واسعة من المواطنين.


ارتفاع حالات التوتر والاكتئاب في المغرب: تحذيرات من أزمة صحية صامتة

📊 أرقام صادمة


حسب تقارير صادرة عن وزارة الصحة المغربية، فإن ما يفوق 48% من المواطنين البالغين يعانون من أعراض مرتبطة بالصحة النفسية، مع تسجيل تزايد في حالات الاكتئاب المزمن بنسبة 12% خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وذكرت دراسة وطنية أُنجزت سنة 2024 أن النساء والشباب بين 18 و35 سنة هم الفئة الأكثر تضرراً.


🏥 نقص في البنيات التحتية والأطر المتخصصة


ورغم هذه المعطيات المقلقة، لا تزال البنيات الصحية الخاصة بالعلاج النفسي في المغرب ضعيفة، إذ لا يتعدى عدد أطباء النفس أقل من 500 طبيب لمجموع السكان، ما يعني وجود طبيب نفساني واحد فقط لكل ما يفوق 80 ألف مواطن، وهو رقم بعيد كل البعد عن المعايير التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.


إلى جانب ذلك، تعاني مراكز العلاج من نقص في الأسرة المخصصة للأمراض النفسية، حيث توجد أقل من 2000 سرير موزعة بين المستشفيات الجامعية وبعض المراكز الجهوية، بينما تظل المناطق القروية والضواحي محرومة تقريباً من أي خدمات في هذا المجال.


🧠 أسباب متعددة وراء الأزمة


يرجع الخبراء أسباب هذا التفاقم إلى عدة عوامل متشابكة، من بينها:


ضغوط الحياة اليومية والبطالة وغلاء المعيشة.


آثار جائحة كوفيد-19 النفسية التي لا تزال قائمة.


غياب الوعي المجتمعي بأهمية الصحة النفسية.


النظرة السلبية والعقليات التي تعتبر الذهاب إلى الطبيب النفسي "وصمة عار".



كما أن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم إيجابياتها، ساهمت في تعزيز مشاعر المقارنة والإحباط، خصوصاً لدى فئة الشباب، الذين يعيشون في عالم افتراضي لا يعكس دائماً الواقع.


🧑‍⚕️ نداء للسلطات والجهات المختصة


أطلق عدد من الجمعيات المدنية والمنظمات الحقوقية نداءات عاجلة للحكومة المغربية من أجل:


رفع ميزانية الصحة النفسية.


دعم التكوين في هذا المجال بالجامعات.


إنشاء مراكز دعم نفسي عمومية في كل جهة.


اعتماد برامج توعوية في المدارس والجامعات لتشجيع الوقاية النفسية.



وأكدت الجمعية المغربية للطب النفسي أن الوضع أصبح "يستدعي تدخلاً عاجلاً"، محذرة من تحول الأزمة إلى "قنبلة موقوتة" في حال لم يتم التعامل معها بالجدية اللازمة.


🧘 نصائح للوقاية الذاتية


وفي ظل ضعف البنية التحتية، ينصح الخبراء باتباع بعض الإرشادات البسيطة التي قد تُساعد على تقوية المناعة النفسية، من بينها:


ممارسة الرياضة بانتظام.


الابتعاد عن مصادر التوتر، مثل الأخبار السلبية.


النوم الكافي وتناول غذاء متوازن.


مشاركة المشاعر مع الأصدقاء أو مستشارين نفسيين.


الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.



📚 مصادر


وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية (2024)

وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية (2024)

الجمعية المغربية للطب النفسي


منظمة الصحة العالمية – تقرير الصحة النفسية 2023

منظمة الصحة العالمية

Le Matin Santé – أبريل 2025




---


📢 تابع موقع تبرݣيݣة يومياً لتصلك آخر المستجدات في مجال الصحة، ونصائح الخبراء، وتحليلات موثوقة من مصادر معتمدة.

تعليقات