الرباط
مع ارتفاع حالات الالتهابات الموسمية في المغرب والعالم العربي، دقّت منظمات الصحة العالمية ناقوس الخطر بخصوص الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، محذّرة من تفشي ظاهرة مقاومة البكتيريا للعلاج، التي تُعد من أخطر التهديدات الصحية في القرن الحالي.
ويؤكد خبراء الصحة أن المضادات الحيوية صُمّمت لمحاربة البكتيريا، وليست فعّالة ضد الفيروسات مثل الزكام أو الإنفلونزا. غير أن نسبة كبيرة من المواطنين، وحتّى بعض الأطباء، لا يزالون يصفون هذه الأدوية بشكل مفرط ودون مبرر طبي، وهو ما يعزز مناعة البكتيريا ويُضعف فعالية العلاج في المستقبل.
❗ ما هي مقاومة المضادات الحيوية؟
مقاومة المضادات الحيوية تعني أن البكتيريا تطورت وأصبحت قادرة على النجاة رغم استخدام الأدوية المصممة لقتلها. هذا يجعل العدوى البسيطة أكثر تعقيدًا ويؤدي إلى فشل العلاج، ويمهد الطريق أمام مضاعفات صحية خطيرة.
وقد حذّرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن 10 ملايين شخص قد يموتون سنويًا بحلول سنة 2050 بسبب هذه الظاهرة، إذا لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة.
🔗 المصدر: WHO Antibiotic Resistance
💊 أسباب تفشي الاستخدام المفرط:
-
وصف الأطباء للمضادات دون تشخيص دقيق.
-
شراء الأدوية دون وصفة طبية من بعض الصيدليات.
-
إلحاح المرضى على الحصول عليها دون حاجة.
-
التوقف عن استعمال الدواء فور الشعور بتحسن.
يقول الدكتور سفيان ع.، أخصائي الأمراض المعدية في الدار البيضاء:
"نلاحظ يوميًا وصفات طبية لا تستند إلى تحاليل، بل تعتمد على التقدير فقط، مما يهدد الصحة العامة ويساهم في تفشي بكتيريا مقاومة لكل أنواع العلاج."
🧠 الحلول المقترحة:
-
توعية المواطنين عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل.
-
فرض قيود قانونية على صرف المضادات بدون وصفة.
-
تعزيز التشخيص المخبرى قبل صرف أي دواء.
-
دعم الأبحاث لإنتاج أدوية جديدة فعالة ضد البكتيريا المقاومة.
كما أطلقت العديد من الدول حملات توعية للمواطنين بعدم استعمال المضادات الحيوية إلا بعد استشارة طبية، من بينها فرنسا، ألمانيا، واليابان.
🔗 المصدر: European CDC Campaign
🦠 أمثلة من الواقع:
-
طفل يبلغ 7 سنوات أصيب بعدوى بسيطة في الأذن، لم تنفع معه العلاجات المعتادة بسبب تعوده سابقًا على مضادات دون وصفة، مما تطلّب نقله إلى المستشفى للعلاج بالمضادات الوريدية القوية.
-
حالات تسمم غذائي في فاس وطنجة تُظهر وجود بكتيريا مقاومة، وهو ما أكده التحليل المخبري في بعض المستشفيات.
🔍 خلاصة:
ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية ليست مشكلة طبية فقط، بل هي تهديد للأمن الصحي العالمي. وتظل مسؤولية مواجهتها مشتركة بين الطبيب، الصيدلي، المواطن، والدولة. الاستعمال السليم والمسؤول هو السبيل الوحيد لحماية أنفسنا وأطفالنا من مستقبل صحي قاتم.